لميا صفي الدين تجسّد اسطورة ليليت في باريس
خلال الاسبوع الثقافي العربي , صفّق الجمهور مطولا , صفّق لذلك الجسد الذي تمايل مع انغام تجمع بين الشرق و الغرب, بين الماضي و الحاضر .
رقصة جريئة مزجت شعور الانجذاب و التساؤل عمّا تدور قصة – ليليت ليلى - تلك القصة الاسطورية التي اظهرت المرأة بعنفها و قوتها , كما اظهرتها بحنانها و انوثتها .فهي كالطبيعة تتبدل امزجتها , لكنها واحدة مهما اختلفت جنسيتها .فهي التي تلد و تعطي الحياة و هي التي تزيل العقبات بشدّة ألمها.فالمرأة تولد حرة وكل ما تقع تعود للنهوض من جديد مما يفسر رقصتها على انغام ربيع ابو خليل , بريل و مارسيل خليفة , حيث صوّرت المرأة العربية المتألمة التي تنهض مباشرة من كبوتها .
رقصتي تجسّد حرية المرأة و قوتها تقول لميا فالمساواة بين المرأة و الرجل كانت منذ وجود الخلق لكن رفضها لادم الذي لم يعترف بالجزء القليل من انوثته جعلتها تبتعد , فخلقوا له حواء من ضلعه و ها هي ليلى تعاني الى اليوم .
لقد اتهمت المرأة باخراجه من الجنة , فجعلته يعيش ثورة رجعية , تدفع ثمنها حتى يومنا هذا , جعلته يعيش حالة غيرة هدّامة ولا غرابة في ذلك, افلرجل في الاصل يعيش مشكلة مع المرأة .رقصة لميا جاءت معبرة عن المها لتأتي اللوحة الفنية متصلة باشياء اخرى , تساهم الالوان و الاضواء على اظهار مفاتنها العنيفة.
لميا صفي الدين تألقت على مدى اسبوع في باريس , وما زالت تقدم للمرأة الاوروبية كالعربية , اللتان عانتا من ضغط الكنيسة و المجتمع , اجمل ما يمكن حمله من التراث اللبناني الممزوج بفن شبه الجزيرة العربية و المغرب العربي و منمقا بالفن الاوروبي ليبعده عن الرقص السياحي الشائع اليوم و المشوه لصورة المرأة الجمالية .
لميا صفي الدين تجسّد برقصتها حرية المرأة و استقلالها , فكانت الهدية التي قدمتها لها في عيدها العالمي . فالرقص التعبيري الذي جاءت به لميا صفي الدين اظهرت ان المرأة كائن ارادي يستطيع ان يقف بعد كل انهزام و يواجه كل التحديات .